الغلط مردود... والزعل موجود

و دققت كويس أوي وإنت ماشي في الشارع وفي كلام الناس مع بعضها، هتلاقي
إن بقى فيه نوعين من الناس منتشرين جداً وبيمثلوا الغالبية العظمى

، النوع
الأول هو هذا النوع اللي مش قادر يمسك أعصابه وطول الوقت متعصب جداً،
وعنده استعداد إنه يتخانق مع أي حد؛

حتى لو واحد خبط فيه خبطة بسيطة ومن
غير قصد؛ يعني زي ما بيقولوا "ماشي يتخانق مع دبان وشه". أما النوع الآخر
وهو الأكثر انتشاراً،

هو ذلك النوع الظريف المرح اللي
بيستخف دمه عمال على
بطال، والنوع ده يبقى من سوء حظك لو قابلته وإنت مخنوق وزهقان، ويا سلام
بقى لو كنت صايم، بيستفزوك لدرجة إنك ممكن تلاقي نفسك فجأة من النوع
الأولاني اللي قلنا عليه

؛ حتى لو كانت دي مش طبيعتك.
والحكاية اللي هاحكيها لك دلوقتي أكبر دليل على كل كلامي اللي فات.
الحكاية بدأت لما نزلت من البيت بعد الفطار إمبارح، وده نادراً ما
بيحصل؛ لإني مش بحب أنزل بعد الفطار لإن الدنيا بتبقى زحمة جداً، وخصوصاً
في المنطقة اللي أنا ساكنة فيها لإنها منطقة حيوية جداً، وفيها أسواق
كتير، والناس من كل مكان في القاهرة المحروسة وخارجها بيحبوا ييجوا يشتروا
حاجتهم من عندنا؛ حيث العتبة والموسكي ووسط البلد. المهم قلت أضمن حاجة في
الظروف دي أركب المترو فإنه حتى لو كان زحمة فعربية السيدات موجودة؛
ولكن
مع دخول المترو للمحطة تيقنت أنه ما من سبيل لوضع قدم واحدة زيادة في
المترو، العربية كانت مليانة على آخرها لدرجة إن فيه بنت كانت ملتصقة
بالزجاج لتبدو وكأنها شيء أحادي الأبعاد
وليس كائن حي بأبعاده الثلاثة
الطول والعرض والارتفاع.
قلت أحترم نفسي وإيه يعني لما أركب في عربية عادية المرة دي؛ مهما كان
مش هيبقى زي البهدلة اللي هاتبهدلها لو ركبت العربية دي، المهم ركبت
العربية وعدينا أول محطة بسلام، ولما وصلنا المحطة التانية ركبوا مجموعة
من البنات والشباب، من النوع اللي هما مش بيفرق معاهم حاجة، إحنا في وسط
ناس أو لا، أو إحنا في رمضان ولا أيام عادية، هو طبعاً أنا عارفة إن
الأخلاق المفروض تكون موجودة سواء كنا في رمضان أو لا، بس حتى لو ما كانتش
موجودة في الأيام العادية المفروض نزرعها في نفسنا في رمضان، المهم من
ساعة ما ركبوا وهما عمالين يهزروا ويضحكوا بصوت عالي، كل ده مش مهم مادام
مش بيضايقوا حد، بس كان فيه بنت وولد منهم مركزين أوي مع بعض، هو يعدل لها
القصة من على عينيها، وهي تعدله ياقة القميص اللي هي أصلاً مظبوطة، وشوية
يمسك إيدها وشوية يحط إيده على كتفها -مع العلم إنهم لا مخطوبين ولا
متجوزين- لغاية هنا والناس ساكتين من باب "دع الخلق للخالق"؛ لكن تقول إيه
بقى في الاستظراف لما ياخد حده مع الناس.

البنت الظريفة بتقول للولد اللي هو أظرف منها: "هو ينفع عمو أبو دقن ده
اللي بيقرأ قرآن ده يعمل مأذون ويجوزنا علشان لما تمسك إيدي كده ما يبقاش
حرام؟"
وللأسف وهي بتقول الكلام ده ما خدتش بالها إن الراجل أبو دقن اللي
بيقرأ قرآن اللي هو أصلاً كان مخنوق منهم من ساعة ما ركبوا سمع كلامها،
وها هي الفرصة قد واتته أخيراً ليخرج كل ما في نفسه من غيظ منهم، وقعد
يقول لهم بصوت عالي: "أيوه حرام يا بنت الـ.........،ما إنت لو أهلك
ربوكِ إنت ولا الواد ابن ال.... اللي معاكِ ما كنتيش عملتي كده".
وطبعاً ما قدروش يردوا عليه؛ لإن الناس كلها كانت في صف الراجل، وأول
ما وصلنا للمحطة التانية نزلوا كلهم بعد أن أخرجوا الراجل من الجو
الإيماني اللي كان عايش فيه.
ومع إني أنا كمان كنت متغاظة منهم ومتضايقة من قلة ذوقهم؛ إلا إني كنت
أتمنى أن يكون رد هذا الرجل عليهم أكثر عقلانية من كده؛ يعني كان يحاول
يفهمهم إن اللي بيعملوه ده غلط بس بأسلوب أرقى من كده شويه علشان كان ممكن
ده يأثّر فيهم، وكمان ما كنش أغضب ربنا بكل الشتايم اللي قالها.
لكن إحنا بقينا كده دلوقتي لو حد غلط لازم اللي قدامه كمان يغلط، ما بقاش فيه حد يحاول يصلّح حتى لو كنا في رمضان.

» هل الحب موجود في الدين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟